ما الفرق بين القراءة المكثفة والقراءة الشاملة؟

ما الفرق بين القراءة المكثفة والقراءة الشاملة؟

إذا كنت تريد أن تتقن لغة أجنبية فلا يجب أن تغفل عن أهمية القراءة ودورها في تعلم اللغة فهي مهمة لجعلك تتحدث مثل الناطقين الأصليين للغة بشكل أسرع، لكن ليست كل أنماط القراءة تؤدي إلى نفس النتائج، ولتحقيق أقصى استفادة من القراءة عليك أن تعرف متى تستخدم استراتيجيات القراءة المكثفة ومتى تستخدم استراتيجيات القراءة الشاملة. سنتعرف في هذا المقال على تعريف القراءة المكثفة والشاملة مع توضيح أهمية وفوائد كل منهما.


أهمية القراءة:

تعد القراءة من أهم المهارات التي يجب تنميتها أثناء تعلم اللغة، ويركّز عليها خبراء تعلم اللغات الأجنبية ويضعونها ضمن أساسيات التعلم لكونها تعمل على تدريب اللسان على اللفظ السليم ونطق مخارج الحروف بشكل صحيح، فما هي القراءة المكثفة وما هي القراءة الشاملة؟


القراءة المكثفة

القراءة المكثفة تعتمد على قراءة نص ما بتركيز عالي لمدة 20-30 دقيقة، مع قراءة كل كلمة وكل جملة والتركيز على المفردات وتحليل القواعد مع البحث عن كلمات غير مألوفة والانتباه إلى كيفية تكوين الجمل ومناقشة كل جانب من جوانب النص فهي تميل لكونها دراسة مفصّلة أكثر من مجرد قراءة شيء ما للمتعة أو الاطلاع.

 

تميل كتب تعلم اللغة والفصول الدراسية إلى التركيز على هذا النمط من القراءة، ولبدأ القراءة المكثفة يجب أن تتعلم كيف تقرأ بإمعان، ولذلك أنت بحاجة إلى مكان هادئ والجلوس بشكل مستقيم على مكتب والانحناء على الكتاب والتركيز على ما تقرأه وبعدها يمكنك أخذ استراحة صغيرة قبل أن تبدأ جولة ثانية من القراءة المكثفة فهي تعتبر تمرين عقلي مجهد. 

 


فوائد القراءة المكثفة:

يوجد الكثير من الفوائد للقراءة المكثفة وسوف تلاحظ تحسّن مستواك باللغة بسرعة من خلالها حيث يمكنك: 

1- تعلم كلمات جديدة.

2- اكتساب فهم أعمق للقواعد.

3- اكتشاف بناء الجملة وكيفية تركيب الجمل.

4- فهم أفضل للغة.

5- تنمية قدراتك على القراءة باللغة الأجنبية التي تتعلمها.


متى يجب استخدام القراءة المكثفة؟

كما هو الحال مع أي نشاط دماغي يحتاج لدرجة عالية من التركيز يمكنك البدء في القراءة المكثفة في الصباح الباكر أو بعد القيلولة، وهذا سيكون وقتاً رائعاً للجلوس وتخصيص 20 - 30 دقيقة لزيادة قدرتك على القراءة، وكمتعلم لغة جديد سترى الكثير من النتائج مع كل جلسة قراءة مكثفة تكملها. 


ما هي القراءة الشاملة؟

هي قراءة ما ترغب وتحب قراءته لمدة تتراوح من حوالي ساعة إلى ثلاث ساعات مع الشعور بالمتعة لقيامك بذلك. حيث يتم قراءة صفحات كثيرة من المواد والنصوص والكتب من أجل المتعة والفهم العام من خلال القراءة الفردية الصامتة، ويشترط فيها أن تختار الكتب التي تريد قراءتها بنفسك وبشكل مستقل، ولا يطلب منك أي تدريبات بعد القراءة سوى تلخيص بعض الأفكار تمهيداً لأنشطة ومهارات الكتابة الموسعة فيما بعد. 

 

تتميز القراءة الشاملة بفردية القراءة أي  أن يختار الطلاب الكتب التي يرغبون في قراءتها ذاتياً حسب اهتماماتهم ومستوى لغتهم في بيئة خالية من الإشراف المباشر من قبل الأساتذة والمعلمين، حيث يتم التركيز على متعة التعلم وكسب المعرفة والفهم الكلي للمضمون دون التركيز على تفاصيل التراكيب اللغوية أو معاني الكلمات أو أي جزئيات أخرى، وكذلك لهم الحق في التوقف عن القراءة متى ما شعروا أن ما يقرأون صعب أو غير مثير لاهتماماتهم، ويمكن إدخال القراءة الشاملة في أي مستوى من مستويات تعلم اللغة، مهما كان المحتوى وعمر الطلاب ولغتهم بشرط واحد وهو أن يكون لدى الطلاب الحد الأدنى من المهارات الأساسية في تعلم اللغات الأجنبية بما فيها القراءة والكتابة.

 

فوائد القراءة الشاملة:

تقدم القراءة الشاملة الكثير من المتعة بالإضافة إلى ما يلي:

1- التعرف على اللغة بما في ذلك الأسلوب والثقافة والمفردات والنحو.

2- تتطلب جهداً قليلاً.

3- تحسن مستواك باللغة في المواضيع التي تحب القراءة عنها.


متى يجب استخدام القراءة الشاملة؟

من المهم أن تتذكر أنّك بحاجة إلى إتقان جيد للمفردات وكيفية بناء الجملة وقواعد اللغة لتبدأ بالقراءة الشاملة لأنك ستقرأ في الغالب دون البحث عن معاني الكلمات، حيث سيؤدي التوقف لفتح قاموس كل بضع جمل إلى فقدان المتعة، ولتحقيق أقصى استفادة من القراءة الشاملة والحصول على أفضل تجربة تحتاج إلى معرفة حوالي 90-95 بالمائة من الكلمات والمفردات المتعلقة بالموضوع الذي تقرأ فيه. هذا لا يعني أنك بحاجة إلى أن تكون قريباً من الطلاقة للقراءة على نطاق واسع لكن مهما كان مستوى تعلم لغتك يجب عليك اختيار نصوص ضمن مستواك لتحقيق أقصى استفادة من التجربة.


الجدل حول القراءة الشاملة

كان هناك بعض النقاش من قبل اللغويين حول ما إذا كانت القراءة الشاملة مفيدة أم لا. يجادل الباحث ستيفن كراشين بأن القراءة الموسعة تسمح بالتعرف على الكثير من مفردات اللغة الجديدة، لدرجة أنه في ساعة واحدة فقط من القراءة في اليوم يمكن أن تصادف ١٤٦٠٠ كلمة، وبهذا يمكنك حفظ حوالي 5000 كلمة أسبوعياً، وهذا يكفي لوضعك في نطاق مستوى B2 - C1 بمدة قصيرة.


في النهاية لا يمكنك الاعتماد على القراءة المكثفة فقط دون القراءة الشاملة، كذلك يجب ألا تغفل أهمية باقي أجزاء تعلم اللغة كالكتابة والاستماع والمحادثة، فأحد الأخطاء التي يرتكبها الكثير عند تعلم اللغة هو أنهم يركزون فقط على مجال واحد، وهذا هو السبب الرئيسي في أن بعض متعلمي اللغة يقضون 3 أو 5 سنوات كي يتمكنوا من التحدث. 

وبهذا نكون قد تعرفنا على كل من القراءة المكثفة والقراءة الشاملة وعلى أهمية وفوائد كل منهما.


المؤلف: نورا الشجاع
اترك تعليقاً