كيف تصبح مترجماً فورياً

كيف تصبح مترجماً فورياً

تعتبر مهارة التحدّث بلغة أجنبية بطلاقة ودراستها بشكل أكاديمي من أهم متطلبات العمل كمترجم فوري والتي قد تكون الطريق لبناء مهنة جيّدة، فالعديد من الأشخاص يرغبون بالعمل في الترجمة كمهنة وذلك بسبب التقدم والتطور الملحوظ في المسيرة المهنية للمترجم والفرص الكثيرة التي تتاح له سواء في السفر أو العمل في مجالات مختلفة.


إذا كنت من الراغبين في اتخاذ الترجمة الفورية كمهنة فالخطوة الأولى هي معرفة المسؤوليات التي تقع على المترجم والمتطلبات التعليمية والمهنية اللازمة لممارسة مهنة الترجمة. لذا سوف نتعرف في هذا المقال على عمل المترجم الفوري والخطوات اللازمة كي تصبح مترجماً فورياً.


تعريف المترجم الفوري

المترجم الفوري هو الشخص الذي يقوم بترجمة الحوار أو الحديث من لغة المصدر إلى لغة الهدف في نفس الوقت، فوظيفته هي إنشاء اتصال شفهي بين متحدثين أو أكثر يتحدثون لغات مختلفة. إنّ الهدف من عمل المترجم الفوري إقامة قناة تواصل مباشر بين المتحدثين لذلك فهو يترجم دائماً بصيغة المتكلم ويسعى لإيصال االحوار أو الحديث المتبادل بين المتحدثين بدقة وأمانة بدون إضافة أو حذف أو تشويه أو تحريف أو تعديل في المعنى.

مسؤوليات المترجم الفوري

بما أنّ عمل المترجم الفوري يقوم على تسهيل التواصل بين طرفين من خلال نقل الحديث من لغة إلى أخرى وبالمعنى المقصود بشكل دقيق وبأسلوب حيادي دون تحيز لأي طرف فهذا الأمر يرتب عليه مسؤوليات متعددة يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- احترام وتقبّل جميع الثقافات لأن العمل يكون في بيئات مختلفة تختلف فيها عادات وتصرفات وشخصيات الناس كما تختلف فيها اللهجات واللكنات.

2- الأمانة في الترجمة ونقل المعنى المقصود من دون حذف أو تغيير أو إضافة.

3- الحيادية في الترجمة، فالهدف من عمله هو ترجمة وإيصال آراء وأفكار المتحدثين بدقة ودون تحيز وليس إبداء آرائه وأفكاره الخاصة.

4- استخدام وسائل التكنولوجيا الحدثية التي تساعد في الترجمة عن بعد كالتواصل عبر الهاتف أو عن طريق الانترنت.


أهم الخطوات التي تساعدك لتصبح مترجماً فورياً

يوجد بعض الخطوات التي تساعدك لتصبح مترجماً فورياً وهي:

1- الدراسة والاختصاص

من أهم متطلبات العمل كمترجم فوري هي شهادة البكالوريوس وخاصةً في الوظائف الحكومية، والتي تعتبر أساسية لضمان أن يكون الخريج متقناً ومجيداً لكلّ من لغته الأم واللغة الأجنبية.

العديد من المترجمين يكون مجال دراستهم الأساسي هو دراسة وترجمة اللغة الأجنبية، بينما البعض منهم قد يتخذ من دراسة اللغة الأجنبية دراسة ثانوية إلى جانب مجال دراستهم الأساسي وذلك لاكتساب المزيد من الخبرة في مجالهم المهني.


2- الخبرة

أثناء تعلّم الترجمة يمكنك استغلال الوقت في اكتساب بعض الخبرة عبر التطوع للعمل كمترجم فوري في بعض الشركات أو المؤسسات لتمنية مهاراتك لفترة تدريبية معينة، حيث يمكنك الاستفادة من التدريب لاكتساب خبرة عملية تساعدك في ثقل السيرة الذاتية، كما يخلق العمل التطوعي فرصاً أفضل في العثور على عمل بعد التخرج.


3- التدريب 

تقدّم العديد من الجامعات تدريباً رسمياً للراغبين بالعمل كمترجمين فوريين في مرحلة ما بعد الدراسة، وتقدّم شهادات تدريبية ليستفيد منها المترجمون في البحث عن عمل بعد التخرج. وفي المقابل قد تعرُض الشركات بعض الوظائف أو الشواغر مع فترة تدريب قبل المباشرة في العمل وهي فرصة جيدة يستطيع فيها المترجم إثبات كفاءته وقدرته على العمل.


4- الشهادات

رغم وجود بعض الشركات التي لا تعتبر الشهادات الإضافية عدا شهادة البكالوريوس جزء أساسي عند التقدم إلى الوظائف والشواغر، إلا أنه من الممكن لهذه الشهادات إثبات كفاءتك وقدرتك في الترجمة ولو أن معظم الشركات تقدم اختبارات للتحقق من قدرتك قبل قبولك في العمل.

يوجد أيضاً بعض اللجان الخاصة بالمترجمين التي تقدم دورات وامتحانات بين الحين والآخر لتساعد المترجمين على تنمية مهاراتهم وتعطي شهادات فيها، فالدورات والشهادات تترك انطباع جيد لدى أصحاب العمل عن مهاراتك.


5- التقدم إلى الوظائف

يمكنك في بداية مشوارك المهني في مهنة الترجمة الفورية البحث عن الشواغر أو فرص العمل التي تحتاج إلى مترجم مساعد أو مبتدئ للاستفادة من تجارب وخبرات المترجمين الآخرين عند ممارسة الترجمة الفورية بشكل عملي، لذا قيّم الفرص المتاحة من حيث الخبرات أو الشهادات المطلوبة وتقدّم إلى الأنسب من بينهم بسيرة ذاتية متضمنة لشهاداتك وخبراتك.

 

لا شك أن مهنة الترجمة الفورية مهنة ممتعة ومفيدة ولكن كأي مهنة أخرى فهي تتطلب الأمانة والتعلّم المستمر للمصطلحات الجديدة في الاختصاصات والمجالات المختلفة ومتابعة اللغة وممارستها باستمرار كي تبقى على اطلاع دائم.

 

المؤلف: هيا البندقجي
اترك تعليقاً