سبعة طرق علمية للتفكير بلغة أجنبية

سبعة طرق علمية للتفكير بلغة أجنبية
من المؤكد أن التفكير باللغة الجديدة التي تتعلمها يزيد سرعتك في إتقانها تماماً مثل التحدث والقراءة والكتابة، لكن الاختلاف الوحيد في التفكير باللغة الأجنبية هو أنك الوحيد المتحكم في أفكارك وسعة خيالك.


على العكس مما قد يعتقده الكثير من الناس بأن هذه الطريقة ذات فوائد محدودة وفيها مضيعة للوقت، فإن التفكير بلغة تريد تعلمها هو في الواقع مهارة مفيدة جداً وعملية تساعدك على ترجمة أفكارك من لغة تعرفها وتتقنها إلى لغة تحاول أن تتعلمها، فهي تعطيك مرونة للتعبير والتفكير فيما تريد، وبالتالي القدرة على ترتيب أفكارك وجملك والوصول إليها بسرعة عندما تحتاجها.

 يقول Leo Gomez كاتب مساعد في الكتابة الأكاديمية RushMyEssay:
بمجرد أن تصل إلى النقطة التي يكون لديك فيها بعض المعرفة بلغة أجنبية ما وبإمكانك تكوين جمل مفيدة، يكون قد حان الوقت للعمل على مهارة التفكير بهذه اللغة وتطويرها.
وفيما يلي ٧ طرق علمية للتفكير بلغة أجنبية ستساعدك على إتقان هذه المهارة:

١. التركيز على الطلاقة وليس الدقة:

عليك أن تصب تركيزك وجهودك على الطلاقة في اللغة الجديدة أي الإلمام بالكثير من المفردات بحيث تستطيع ترجمة أي فكرة للغة الجديدة وبذلك تكسر قيود هذه اللغة، إنها في الواقع عملية ربط بين أفكارك وقدرتك على التعبير عنها باستخدام اللغة الجديدة.
عندما تقوم بالتركيز على التفاصيل المعقدة كالقواعد اللغوية أكثر من الطلاقة تصبح غير قادر على التعبير عن نفسك وعن أفكارك ويصبح لديك صعوبة بالتواصل مع الأخرين. 
القواعد والمفردات مهمة للغاية ويجب تعلمها بالتأكيد، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتفكير داخل رأسك فقد حان الوقت لتجنب هذا الأمر.

إن مفتاح تحقيق الطلاقة اللغوية من خلال التفكير باللغة الأجنبية هو التخلص من فكرة أنها يجب أن تكون مثالية. يؤدي السعي نحو الكمال إلى ما يسميه الخبراء بشلل الكمال، والذي يمكن أن يسبب لك الإحباط ويقلل من دافعك للتعلم عندما تجد نفسك غير قادر على التعبير عما يجول في ذهنك من أفكار وبذلك يصعب عليك التواصل بلغتك الجديدة.


٢. تنمية مهارة التخيل:

التخيل حيلة شائعة لزيادة إتقانك للغة الأجنبية فمن أجل التعبير عن أفكارك بلغة مختلفة عن تلك التي تستخدمها يومياً، من المفيد جداً تخيل الأشياء التي تريد قولها أو كيفية كتابتها وصياغتها في جمل مفيدة.
أثبتت إحدى الدراسات أن الدماغ لا يتمكن من التمييز بشكل كامل بين الأفعال المتخيلة والأفعال الحقيقية، فالدماغ يرسل نفس التنبيه العصبي إلى ساقي الشخص عندما يتخيل الركض، كما يفعل عندما تحدث عملية الركض بشكل فعلي.
إنَّ دماغنا مهيأ للتعامل مع التخيل على أنه مشابه للأفعال الحقيقية وهذا هو سبب استخدامنا للخيال لتخطيط الأشياء ووضع استراتيجيات للعمل والدراسة ولماذا يجب أن تتخيل عند تعلم لغة أجنبية.


٣.التفكير بطريقة مباشرة:

يوصي بعض الخبراء أنه من أجل تعلم لغة ما، عليك التفكير فقط بهذه اللغة. هذا بالتأكيد ليس شيئاً يمكنك تحقيقه في المراحل الأولى من تعلمك للغة، ولكن يجب أن تبدأ السعي نحو هذا "التفكير المباشر".
عندما تترجم كل ما يجول في ذهنك من أفكار، قد تتعثر في صياغة الكلمات أو تفقد الفكرة الأساسية، ولكن عندما تفكر بشكل مباشر في اللغة الهدف، يمكنك بسهولة اكتشاف نقاط ضعفك بهذه اللغة سواء نقص المفردات أو صعوبة صياغة الجمل وكذلك يمكنك إيقاظ العبارات والكلمات الخاملة الموجودة في ذهنك والتي لا تستخدمها عادة عند التحدث.

٤.العمل على ترجمة أفكارك: 

عندما لا تستطيع التفكير في اللغة بشكل مباشر، فإن كل ما عليك فعله هو ترجمة الأفكار الموجودة في ذهنك. إذا لم تكن قد وصلت إلى النقطة التي يمكنك من خلالها التخيل والتفكير باللغة الأجنبية، فعليك أن تبدأ بنفسك وتقوم بترجمة جميع المفردات والكلمات داخل عقلك.
ربما تكون قد سمعت عن هذه الإستراتيجية وعلى الأرجح سمعت أنها أمر سيء لتعلم اللغة. الإستراتيجية السابقة هي بالتأكيد أكثر ما يوصى به عندما يتعلق الأمر بالتفكير بلغة أجنبية، لكن يمكننا أن نتفق جميعاً على أنه لا يمكنك تخطي مهارة "التفكير المباشر" عند تعلم لغة جديدة تماماً.
إذا كنت مبتدئاً، فابدأ في ترجمة أفكارك، ابدأ بترجمة الأشياء التي تقرأها وتراها، وبهذا يزداد رصيدك من المفردات الجديدة وبمجرد أن تشعر أنك جاهز، يمكنك البدء في العمل على "التفكير المباشر" .


٥. قراءة الكتب باللغة الجديدة:

القراءة خطوة ممتازة لا يجب أن تفوتها عند تعلمك لغة أخرى. عندما تقرأ الكتب باللغة التي تتعلمها، لن يؤدي ذلك إلى تحسين وزيادة مفرداتك فحسب، بل يمنحك أيضاً شعور بالانتماء نوعاً ما إلى ثقافة المؤلف وتستطيع إدراك عادات متحدثي اللغة الأصليين في مجتمعهم من خلال الأحداث والحوارات التي يرويها المؤلف.
من الواضح أن قراءة أفكار وكتابات شخص آخر ليست تفكيراً مباشراً بلغة أجنبية، لكن عملية القراءة لها فوائد أكثر مما تعتقد. تسمح لك القراءة ببناء أفكار جديدة لتقوية مهارة التفكير وتحسن المفردات والطلاقة لديك وتزيد قدرتك على إنشاء أحداث وحوارات خيالية مختلفة عن تلك التي اختارها المؤلف في كتاباته.


٦.تدوين يومياتك وملاحظاتك باللغة الجديدة:

تدوين اليوميات طريقة ممتازة لترتيب وتركيز أفكارك، وليس فقط طريقة لتدوين الملاحظات. قم بعمل دفتر يوميات، وابدأ في تدوين أفكارك والأشياء التي قمت بها خلال اليوم باستخدام اللغة التي تتعلمها.
بالإضافة إلى ذلك، بإمكانك الكتابة في حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الواتس اب والفيسبوك والتعبير عن أفكارك وآرائك باللغة الجديدة وإذا تمكنت أيضاً من إيجاد مجلة أو مدونة تستطيع الكتابة والنشر فيها فإنها خطوة مفيدة جداً، بمعنى أنه يمكنك مناقشة أفكارك مع الآخرين ويمكنك الحصول على تعليقات وتصحيحات على كتاباتك بعد ذلك.


٧. وصف الأشياء المحيطة بك:

 لحسن الحظ، لا توجد قاعدة بشأن أفضل موضوع تفكر به في عقلك، وهو ما يمنحك حرية الارتجال والتعبير.

عندما لا تستطيع التفكير في أي شيء في اللغة الأجنبية التي تتعلمها حاول البدء في وصف الأشياء من حولك أو تلك التي تستخدمها بشكل روتيني في منزلك أو عملك، بإمكانك مثلاً وضع ملصقات على أدوات أو أثاث المنزل مكتوبة باللغة الجديدة ومع الوقت وبتكرارك لقرائتها تصبح هذه الأشياء مخزنة بعقلك الباطن باللغة الجديدة ولا تحتاج لبذل أي مجهود لتذكرها.


أنت الآن تعرف الخطوات السبع الأساسية لتعلم كيفية التفكير بلغة أجنبية. بمجرد قيامك بتنفيذها وجعلها جزء من روتينك اليومي، ستلاحظ تغيرات سريعة ومدهشة في تعزيز مهارات تعلم اللغة لديك.

 

المؤلف: نورا الشجاع
اترك تعليقاً