كيفية دراسة مفردات اللغات الأجنبية

كيفية دراسة مفردات اللغات الأجنبية

عندما تبدأ بتعلم لغة جديدة وترغب في الوصول إلى الطلاقة بهذه اللغة يجب عليك أن تتقن كل أقسامها وتتعمق بمفرداتها. الكثير من الناس يشعرون بالضياع ويتساءلون كيف أبدأ؟ ومن أين أبدأ؟ في هذا المقال سنتحدث عن بعض الخطوات التي تساعدك على اختيار الطريقة الأكثر فاعلية لتعلم الكلمات التي تحتاجها لتحقيق أهدافك.


الخطوة الأولى: حدد نوع المفردات التي تريد تعلمها.

ابدأ بتحديد نوع المفردات التي تريد تعلمها قد يبدو هذا الأمر تافهاً لكنها طريقة فعّالة أكثر مما تعتقد، فعلى سبيل المثال، تريد أن تسافر إلى ألمانيا لحضور معرض تجاري حول الصناعات؟ في هذه الحالة يجب التركيز على المفردات المتخصصة بالصناعات لفهم ما يناقشه الناس.

بالطبع في هذه الحالة سيكون استخدام اللغة محدد بمجال معين، لكن من الشائع أن يرغب متعلمي اللغة في تعلم مفردات عامة الاستخدام، حينها سيكون أسلوبك مختلف بالتأكيد عن المثال أعلاه لذلك دعنا نفترض أنك تتعلم اللغة لأهداف عامة كالسفر فيجب عليك في هذه الحالة الإلمام بالمفردات شائعة الاستخدام وإتقانها.


الخطوة الثانية: إنشاء قائمة للمفردات التي ترغب بحفظها.

إذا كنت من متعلمي اللغة ذوي الاهتمامات العامة، فهناك عدد من الأنواع المختلفة لقوائم المفردات التي قد ترغب في الاختيار من بينها:


1- قوائم الكلمات الأساسية البسيطة:

الكلمات الأساسية هي اللبنة الأساسية لجميع اللغات والتي يجب أن تتعلمها من البداية، إلا أن معظم هذه الكلمات تغطي نطاقاً ضيقاً من الموضوعات وتعد كلمات أساسية للغاية مثل: (أم، أب، أكل، بكى، لعب، نام) ولكنها ذات قيمة بالنسبة إلى متعلم اللغة البالغ مثلها مثل الطفل الناطق الأصلي للغة.

 تتراوح قوائم الكلمات الأساسية من ٥٠ إلى ٢٥٠ كلمة. على الرغم من أنّ قوائم الكلمات الأساسية شائعة جداً في اللغة الإنجليزية والفرنسية إلا أنه ليس من السهل دائماً العثور عليها في اللغات الأخرى، يمكنك العثور على العديد من القوائم المجانية لكلمات أجنبية على موقع سيلينغو.


2- قوائم كلمات السفر:

قد ترغب في حفظ كلمات السفر الشائعة، أعتقد أنها موجودة على شكل قوائم يمكن العثور عليها بسهولة في كتب عبارات السفر، وهي تغطي نطاقاً أوسع بكثير من المفردات الأساسية، على سبيل المثال، قد يتضمن قسم الطعام في هذه الكتب على كلمات تشير إلى سرطان البحر وأنواع السمك الآخرى، إلا أنه من المحتمل أنك لن تستخدم أياً من هذه الكلمات كثيراً في الواقع، لذلك يمكنك استبدال معظم هذه الكلمات بـ "المأكولات البحرية".



3- قوائم الكلمات الشائعة:

يمكنك الاستفادة من قوائم الكلمات الشائعة، فمن السهل إلى حد ما العثور على قوائم للعديد من اللغات المستخدمة على نطاق واسع وهي غير موجودة تقريباً للغات التي يقل عدد الناطقين بها والسبب في ذلك بسيط وهو أن هذه القوائم يستغرق إنتاجها وقتاً طويلاً وذلك لأنها تتطلب الكثير من المحتوى وأدوات البحث بالإضافة إلى العديد من الأشخاص لاستخراج الكلمات منها.

فمثلاً، قوائم الكلمات الشائعة للغة الإنجليزية يتم إنتاجها كل بضعة عقود بواسطة الباحثين عن طريق جمع عينة كبيرة من النصوص المطبوعة والفيديوهات والمقاطع الصوتية ومن ثم يقومون بالتنقيب عن الكلمات وترتيبها من حيث الأكثر تكراراً وشيوعاً إلى أقلها.


إن تعلُّم الكلمات والمصطلحات الأكثر شيوعاً يساعدك على استيعاب اللغة بطريقة سهلة وبسيطة.



الخطوة الثالثة: ابدأ في دراسة الكلمات.

بعد تحديد قائمة الكلمات التي تريد دراستها، ابدأ بدراستها على الفور! قد تميل إلى دراسة المفردات من خلال قراءة الكلمات بصوت عالٍ أو كتابتها، لكن تأكد من أن قائمة الكلمات الخاصة بك تحتوي على مجموعة متنوعة من أجزاء الكلام، مثل الأسماء والضمائر والصفات والأفعال والظروف، فذلك سوف يساعدك على بناء الجمل الأساسية.

قد ترغب أيضاً في معرفة ما إذا كان يوجد أي قواسم مشتركة بين اللغة التي تتعلمها ومع لغتك الأم، أي المترادفات بين اللغتين والكلمات الشائعة بينهما. لكن من النادر أن يتم تهجئتهما ونطقهما بالطريقة نفسها تماماً.



الخطوة الرابعة: فهم الكلمات حسب مكان ورودها في الجمل المختلفة.

يعد تعلم الكلمات في العبارات والجمل أحد أكثر الطرق استخداماً والتي يستخدمها المتعلمين الناجحين لبناء مفردات كبيرة بسرعة. يشار أحياناً إلى هذا الطريقة باسم  "التنقيب في الجملة" أو "نهج ١٠٠٠٠ جملة". إن أتباع هذه الطريقة يحفظون ١٠٠٠٠ جملة مترجمة بين اللغة الأم واللغة المستهدفة.

الفكرة هي أنه باستخدام عينة كبيرة من الجمل سيطور متعلم اللغة بشكل طبيعي مفردات مهمة وفهم سريع وبديهي لقواعد اللغة. أعتقد أنه نهج ممتاز ولكن ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لشخص آخر، فإذا كنت ترغب حقاً في تعلم مفردات جديدة يجب أن تستمتع بتعلم الكلمات حتى تتمكن من الاستفادة منها في المناقشات اليومية، يوجد العديد من الطرق تساعدك على تعلم الكثير من المفردات مثل:


1- الاستماع إلى الراديو أو متابعة مسلسلات باللغة الجديدة مع وجود شريط ترجمة للغتك الأم، حينها تستطيع الربط بين الكلمات الملفوظة وترجمتها.

2- مشاهدة مقاطع فيديو لمحادثات أو مقالب مضحكة باللغة الجديدة على موقع YouTube.



الخطوة الخامسة: لا تركز على حفظ التعريفات.

يوجد العديد من الكلمات التي يكون لها عدة معاني ولكن في الواقع أنت لست بحاجة إلى حفظ كل هذه المعاني لأن ذلك سوف يستغرق وقتاً طويلاً لأن بعض الكلمات لها عدد كبير من المعاني البديلة  فمثلاً في اللغة الإنجليزية كلمة "Kill" تعني "قتل". لكن لها تعريف بديل وهو "قطيع من الغربان" هذا التعريف غير معروف بشكل شائع بين المتحدثين الأصليين ناهيك عن الطلاب الذين يتعلمون اللغة لأول مرة. بدلاً من ذلك تعلم فقط عدداً قليلاً من التعريفات الأكثر شيوعاً، التي من الممكن أن تستخدمها في المحادثات العادية، ومع الخبرة ستتعلم بشكل طبيعي المزيد عندما تسمع نفس الكلمات تستخدم في سياقات مختلفة، أما إذا حاولت قراءة قاموس من الغلاف إلى الغلاف ستواجه تحديات عديدة لأن حفظ كل كلمة وكل تعريف في اللغة أمر غير فعال وسيؤدي على الأرجح إلى إهدار جهدك، فهذه الطريقة مخدرة للعقل وغير فعالة أبداً.


بالنتيجة لا تحتاج إلى حساب عدد الكلمات التي تتعلمها حتى تتمتع بالطلاقة. بدلاً من ذلك ضع وقتك وجهدك في المكان الذي تحصد فيه أفضل النتائج.


المؤلف: نورا الشجاع
اترك تعليقاً