هل يمكنك تعلم لغة أجنبية باستخدام الأفلام؟

هل يمكنك تعلم لغة أجنبية باستخدام الأفلام؟

لا يقتصر تعلم اللغة الأجنبية على القواعد وحفظ المفردات فقط بل هناك العديد من الوسائل والطرق التي تساعد في تنمية المهارات اللغوية. فيمكن تطوير هذه المهارات من خلال وسائل تعليمية أو وسائل تسلية تزيد من المستوى التعليمي، على سبيل المثال مشاهدة الأفلام، الأفلام ليست للترفيه فقط، فمن خلال مشاهدة الأفلام يمكنك التعرف على المفردات والمصطلحات والتعابير وربطها بلغة الجسد المناسبة لكل منها، بالإضافة لكيفية استخدامها في الحياة العملية وليس فقط معرفة معانيها من الناحية النظرية دون معرفة أين وكيف تُستخدم. لذا، هناك أخبار جيدة إذا كنت من هواة مشاهدة الأفلام حيث يمكنك أن تستفيد وتتعلم اللغة وأنت جالس على أريكتك. لكن احذر فالأفلام لن تكون بمثابة أداة تعليمية فعالة إلا إذا تعاملت معها بالطريقة الصحيحة.

لهذا وفي هذا المقال سنتعرف على أهم  5 طرق لاستخدام الأفلام في تعلم اللغات الأجنبية:


1) اختيار الفيلم المناسب

 إن اختيار الفيلم المناسب قد يكاد يكون بنفس أهمية كيفية مشاهدته، فقط لأن الفيلم له جاذبية سينمائية لا يعني أنه أفضل فيلم لمساعدتك على التقدم وتحسين مهاراتك اللغوية. صحيح أنه يجب عليك اختيار فيلم يثير انتباهك ويعجبك، ولكن إذا كنت قد بدأت استخدام هذه الطريقة للتو، فالأفضل أن تبدأ بقصة فيلم مألوفة بالنسبة لك، أو أن تقرأ موجزاً عن حبكة الفيلم والشخصيات وبذلك سوف تكون قد قطعت شوطاً في فهم عناصر الفيلم ولن تضيع عند مشاهدة  الفيلم وبالتالي سوف تستطيع التركيز على فهم اللغة والتعابير المستخدمة. 

ضع في اعتبارك أيضاً مستوى صعوبة الحوار فإذا لم تكن مهتماً بمشاهدة أفلام الأطفال التي غالباً ما تحتوي على أسهل المفردات، فيمكنك مشاهدة فيلم كوميدي والذي عادةً ما يكون أبسط وأسهل للفهم من  أفلام الإثارة أو الأفلام التي تكون القصة فيها معقدة إلى حدٍ ما والتي يكون من الصعب فهمها بسهولة حتى بالنسبة للمتحدثين الأصليين للغة، وبالتالي سوف يكون من الصعب فهم الحبكة وتعلم الكلمات والمفردات والتعابير المستخدمة في الفيلم.  

2) استخدام شريط الترجمة

 هناك جدل مستمر حول ما إذا كان يجب استخدام شريط الترجمة عند مشاهدة الأفلام أم لا. فالأمر لا يقتصر على ضعف جودة الدبلجة في بعض الأحيان فحسب، بل كونها تتعارض أيضاً مع هدفك في تعلم اللغة. إنّ شريط الترجمة يشبه عجلات الدراجة التي نستخدمها عند بداية تعلمنا لركوب الدراجة لتساعدنا على التوازن، وهذا لا يعني أن نستخدمها دائماً بل فقط في البداية. 

وفي المقابل علينا ألا ننسى جانباً مهماً في التعلم باستخدام الأفلام وهو التكرار، فمن خلال مشاهدة الفيلم لمرة واحدة قد لا تحصل على أفضل النتائج. وبالتالي عليك مثلاً مشاهدة الفيلم أول مرة مع شريط الترجمة وإعادة مشاهدته مرة ثانية ولكن هذه المرة بدون شريط الترجمة.  كما يمكنك أن تتحدى نفسك وتشاهد الفيلم أول مرة بدون ترجمة، ثم إعادة مشاهدته مع ترجمة، وهنا تستطيع تقييم نفسك ومعرفة ما إذا فهمت محتوى الفيلم وأحداثه بشكل جيد من دون الترجمة.

3) تقسيم مشاهدة الفيلم إلى عدة أجزاء 

من المهم أن تعلم أنك لست في السينما وبالتالي فأنت لست ملزماً بمشاهدة الفيلم بأكمله من البداية إلى النهاية في نفس الجلسة. قد يكون من الأفضل لك تقسيمه إلى أجزاء، لأنك سوف تحتاج إلى التركيز على الفيلم بشكل أكبر مما لو كنت تشاهده من أجل الترفيه والاستمتاع فقط. لذلك حاول تقسيم الفيلم إلى أجزاء مدتها 20 أو 30 دقيقة حتى تتمكن من معالجة وفهم ما تراه، وأيضاً إعادة مشاهدة المقاطع أو الأجزاء التي لم تفهمها بشكل كامل من المرة الأولى.

4) تدوين ملاحظاتك

إن تدوين الكلمات والتعابير  التي تسمعها أثناء مشاهدتك لا يساعدك على تذكرها فحسب، بل سوف يساعدك أيضاً على تقوية مهارات الاستماع لديك أكثر. ليس من الضروري أن يكون ما تكتبه كاملاً ومكتوب بشكل صحيح، يمكنك البدء بكتابة أصوات الأحرف كما تسمعها وتفهمها خصوصاً بالنسبة للأحرف الصوتية فأحياناً قد لا تستطيع التفريق فيما بينها، ثم يمكنك إعادة مشاهدة الجزء نفسه مع الترجمة وبالتالي تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها. إنّ مقارنة الملاحظات التي كتبتها في البداية مع النص الفعلي يساعدك في تحديد نقاط الضعف لديك في الفهم السماعي وبالتالي العمل على تحسينها.
تستطيع متابعة البرامج الإعلامية والثقافية فهي وسائل رائعة لتتعلم من خلالها الكلمات الاختصاصية مثل الكلمات والمصطلحات الطبية أو القانونية أو الاقتصادية  أو العامية التي لن تتعلمها بطريقة أخرى.

يمكنك استخدام موقع Sylingo لتسجيل الكلمات والجمل والتعابير التي تسمعها فهذا سوف يساعدك على الاحتفاظ بها والتدرب عليها وسماع لفظها الصحيح أثناء التدرب عليها في أي وقت وفي كل مكان.


5) إعطاء نفسك قسط من الراحة

قد يبدو ما تحدثنا عنه سابقاً متعباً بعض الشيء وهذا طبيعي خصوصاً في البداية، فهو ليس تمريناً للاسترخاء. لكن هذا لا يعني أنك بحاجة إلى دفع نفسك إلى حافة الإرهاق والإجهاد العقلي. لذلك عندما يبدأ عقلك بالتعب قليلاً، امنح نفسك الإذن بالاستمتاع بالفيلم وبهذه الطريقة يمكنك التعرف على محتوى الفيلم وأحداثه بطريقة ممتعة حتى تكون مستعداً بشكل أفضل للتعلم في المرة القادمة.

إنّ كُلاً من مشاهدة الأفلام وتعلم لغة أجنبية أمر ممتع، فلماذا لا تستغل الفرصة والوقت الذي تشاهد فيه فيلماً ما بجعله وقتاً للإستفادة وتقوية لغتك الأجنبية. ماذا تنتظر؟ ابدأ الآن وشاركنا رأيك في التعليقات. 


المؤلف: لين حمودة
اترك تعليقاً