دراسة مفردات اللغة الأجنبية

دراسة مفردات اللغة الأجنبية

    إن أول ما يخطر على ذهن متعلمي اللغة الأجنبية هو دراسة وتعلّم مفرداتها وهو أكثر ما يقلقهم عادةً، لكن عند تعلّم مفردات اللغة الأجنبية بطريقةٍ ممتعة تستطيع النجاح بدراسة اللغة وجعلها تجربة مميزة.

    في الواقع الطرق التقليدية لدراسة مفردات اللغة يمكن أن تلحق الضرر بتقدمك فلا يمكنك النجاح بمراكمة مفردات جديدة وحفظها بطريقة مملة. تكمن الخدعة في معرفة كيفية دراسة مفردات اللغة للوصول إلى هدفك ألا وهو تحقيق الطلاقة في اللغة الأجنبية التي تتعلمها.

    لذلك سنتعرف في هذا المقال على أهم الطرق والأساليب التي تساعدك في تعلم هذه المفردات بطريقة سهلة وممتعة.

    كيف يعمل الدماغ على استرجاع المعلومات؟

    علينا أن نعلم كيف يعمل الدماغ في عملية التذكر لنستطيع تذكر المفردات بشكلٍ أفضل، إن الدماغ البشري شديد التكيف فهو يعمل على جعل حياتك أفضل من خلال تصفية المعلومات التي ليس لها ارتباط بك وفي الوقت ذاته يعمل على دعم الذاكرة عند إدراك الحاجة للتعلّم. تماماً كما يحصل في تدريب عضلات الجسم فأنت تحتاج أن تبذل جهد أكثر لتتأقلم على رفع الأوزان وبناء العضلات، عندما تبدأ بالتدرب غالباً ما ينتهي بك الحال بألم في العضلات لأيام ومع ذلك يتأقلم جسدك للجهد المبذول بعد أيام، فالوصول إلى هذه المرحلة يتطلب الكثير من الجهد والضغط على نفسك والأمر ذاته ينطبق على الذاكرة.

    إن تقوية ذاكرتك تحتاج لوقت لا بأس به وأن يكون الإصرار ملازمك طيلة هذا الوقت ليسهل الأمر عليك ويمكنك أن تزيد من مستوى الصعوبة كل فترة وأن تزيد من مخزون الكلمات الجديدة ليتذكر دماغك بشكل أسرع.


    تعلم معنى المفردات من خلال السياق

    يعتقد الكثير أن معرفة معنى كلمة ما كافي لفهمها لكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة، يمكنك ملاحظة ذلك عندما تجد صعوبة في شرح كلمة قليلة الاستخدام بلغتك الأم لشخص آخر رغم أنك تعرف معناها.

    حيث يمكن معرفة معنى الكلمة عند وضعها في جملة واضحة، مثال على ذلك كلمة "تسوّف" تعريف الكلمة ممكن ألا يأتي إلى العقل مباشرة لكن عند وضعها في جملة "لا تسوّف عملك إلى الغد" أصبح معنى الكلمة أكثر وضوحاً من خلال المعنى العام للجملة.

    هذا ما نهدف إليه من البداية عند تعلّم مفردات جديدة من اللغة المراد تعلّمها نريد إما معرفة معنى الكلمة أو القدرة على فهم معناها من السياق.


    ما هو الإجراء الفعّال الذي يمكنك اتخاذه عند تعلّم مفردات اللغة؟

    خلال رحلة تعلّمك عليك أن تهيئ مهاراتك لبناء ذخيرة مفرداتك بشكل فعّال، وأن تكون تدريباتك على مستوى كافي من الفعالية اللازمة لكي تطور من لغتك، فالممارسة التي تفتقر للتدريبات المستمرة لا تعود بالنفع على التذكّر في وقتٍ لاحق.

    لضمان تذكر المفردات في اللغة الأجنبية يمكن أن يساعدك اتباع الاستراتيجيات الآتية:


    ١- تسجيل قائمة: حيث يمكنك إضافة الكلمات الجديدة والقواعد وتسجيل ملاحظاتك حول نقاط ضعفك في اللغة ومحاولة تحسينها وتطويرها.

    ٢- التقسيم: أي تقسيم المقاطع الصوتية الطويلة أو الأرقام إلى أجزاء حتى يُسهَل حفظها. عندما تقسم المفردات إلى مجموعات وتجمع فيها المفردات التي تتشابه ببعض الخصائص تقوم ببناء رابط بين هذه المفردات وبالتالي يصبح تذكّرها أسهل.

    ٣- شبه الجملة: هذه الطريقة تعتمد على دراسة شبه الجملة عوضاً عن حفظ الكلمات بمفردها، من خلال حفظ الجمل المؤلفة من كلمتين أو أكثر والتي تستخدم بشكل يومي سيسهل عليك التحدث والرد على الأشخاص فوراً دون محاولة تركيب الجمل والتأكد من قواعدها أثناء التحدث.

    ٤- القراءة أكثر: عندما يكون لديك خلفية مقبولة في اللغة الأجنبية ستجد أنّ القراءة باللغة المراد تعلّمها سيحسن من مفرداتك بشكل أسرع.

    ٥- الكتابة أكثر: هذه الاستراتيجية تساعد على وجه الخصوص الأشخاص الذين يعتمدون على الجانب المادي في الدراسة بتذكر المعلومات، وكلما زادت الكتابة باللغة المراد تعلّمها ساعدتك بتطوير المفردات وحفظها.

    ٦- التكرار: تكرار فعل أي شيء يسهم في إتقانه ولكن كن حذراً من التكرار بشكل عشوائي وطائش فنتيجته إضاعة وقتك فقط، ويمكنك الاستفادة من التكرار بالتفكير في المعنى العام للجملة وكل كلمة واردة فيها.

    ٧- الإعادة المتباعدة: يُقصد به زيادة الفترة بين المعلومات التي تم دراستها واسترجاع الدماغ لهذه المعلومات وتذكرها، تساعد هذه الاستراتيجية بتحويل المعلومات إلى الذاكرة طويلة الأمد.

    ٨- الأنماط: تشترك بعض الكلمات بخصائص محددة يمكن أن تساعدك على الحفظ والتذكر، كما أنه في اللغة العربية يتم اشتقاق كلمات من كلمة واحدة يمكنك في اللغات الأخرى أيضاً أن تعتمد على هذه الخاصية.

    ٩- الاكتشاف: اغتنم وقت الفراغ في الكتابة والقراءة والمحادثة أكثر باللغة الأجنبية، سينعكس هذا الأمر بشكل إيجابي على ارتفاع مستواك في اللغة.

    ١٠- الابتعاد عن المشتتات الذهنية: في وقت الدراسة ابتعد عن كل ما يشتت ذهنك أو يلهيك، وإن كنت من الذين يستمعون إلى الموسيقى أثناء الدراسة يمكنك الاستماع إلى الموسيقا والألحان لأنك ستجد صعوبة في التركيز إذا كنت تستمع لأغنية مع كلماتها بلغتك الأم.

    ١١- كن نشيطاً ودقيق الملاحظة: ابقِ مستوى تركيزك عالياً إن كنت ترغب بتعلّم مفردات جديدة.


    لا تحبط نفسك عند النسيان

    إن تعلّم كلمات جديدة وحفظها مهارة تتطلب التطور الدائم لكن لا تنسى أن العقل كالعضلات تماماً يحتاج إلى الراحة كل حين، وإنّ التذكر والإعادة أفضل طريقة للتعلّم والأهم أيضاً هي محاولاتك المستمرة لتحقيق هدفك المراد. وما يمكن أن يقدم المساعدة هو اختيار موقع يساعدك على تعلّم اللغة كموقع سيلينغو لتعلّم اللغات سيعطيك الخطوات للدراسة والاستراتيجيات التي تسهم في تعلّمك للغة والحافز لإتمام هدفك.


    المؤلف: هيا البندقجي
    اترك تعليقاً
    التعليقات
    Mohammed

    شكراً

    منذ سنتين